مـــــــلا حــــــــــظــــــــة :  

كل مهتم بعلم الأنساب أو تصميم المشجرات يجب أن يتقيد بأمور ثلاثة وهي :

1-    - كل شخص منا يبدأ كفرد في أسرة ، ثم يتحول إلى رأس بيت ،  ثم إلى رأس عشيرة ، ثم إلى رأس فخذ ، ثم إلى رأس بطن ، ثم لأبي قبيلة تحمل اسمه . ما لم ينقطع نسل هذا الشخص في حقبة من الزمن  .

2-    - لا تتساوى جميع تكوينات القبائل زمنيا ، فإذا كان عمرك ( 30 ) سنة ، وعمر أخيك ( 60) سنة – فقد يكون نسل أخيك بعد عدة قرون أكثر عددا وأكثر من حيث تسلسل الأجيال . ولذا فقد تقابل عشيرة من العشائر فخذ أو حتى بطن من البطون ، رغم أن جد كل منهما قد يكونا عاشا في زمنين مختلفين  .

3-  - أية قبيلة لا يمكن أن تحفظ أو تحتفظ بجميع أسماء أجدادها ، ولكن العادة بأن تحفظ بعض الأسماء وخاصة التي فيها شيء من الغرابة أو الطرافة أو التي لأصحابها تاريخ حافل . ولذا فسقوط عدد من الأسماء في سلسلة نسب قبيلة من القبائل أمر وارد جدا ولا غرابة فيه  . 

الإعجاب بالنسب لا يدفع جوعا ولا يستر عورة ولا ينفع في الآخرة ، فهو بحق ضعف عقل وقلة دين ، وقد قال شيخ الإسلام : فإن كان الرجل من الطائفة الفاضلة فلا يكون حظه استشعار فضل نفسه والنظر إلى ذلك فإنه مخطئ في هذا لأن فضل الجنس لا يستلزم فضل الشخص ، فشرف النسب لا يدل على شرف الشخص.
 وما أحسن قول ابن الرومي :
وما الحسب الموروث لا درَّ درُّه ** بمحتسب إلا بآخر مكتسبْ
فلا تتكـــــل إلا على ما فعلته ** ولا تحسبن المجد يورث بالنسبْ
فليس يســـــــود المرء إلا بنفسه ** وإن عد آباء كراما ذوي حسبْ
وللمجـــــد قـــــــــــوم ساوروه بأنفس ** كرام ولم يعبــــــوا بأم ولا بــــأبْ
 ولله در من قال :
لعمرك ما الإنسان إلا بدينه
فلا تترك التقوى اتكالاً على النسب
فقد رفع الاسلامُ سلمانَ فارسٍ
وَقَدْ وَضَعَ الشِّرْكُ الشَّرِيْفَ أَبَا لَهَبْ
ويقول  المتوكل الليثي :
لَسْنَا وَإِنْ أَحْسَابُنَا كَرُمَتْ         يَوْمًا عَلَى الْأَحْسَابِ نَتَّكِلُ  
نَبْنِي كَمَا كَانَتْ أَوَائِلُنَا            تَبْنِي وَنَفْعَلُ مِثْلَمَا فَعَلُوا